الأمة من إماء المدينة تنطلق به حيث شاءت: عن أنس بن مالك قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله، فتنطلق به حيث شاءت[1].
- يا أبا عميرٍ ما فعل النغير:
يقول أنس بن مالك t: كان النبييدخل على أم سُلَيْم[2]، ولها ابنٌ من أبي طلحة يُكَنَّى أبا عمير، وكان يمازحه، فدخل عليه فرآه حزينًا، فقال: "مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا؟!"
فقالوا: مات نُغْرُه[3] الذي كان يلعب به. قال: فجعل يقول: "أبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟"[4].
- يخصف نعله ويخيط ثوبه:
عن عائشة أنها سُئلت ما كان رسول اللهيعمل في بيته، قالت: "كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ"[5].
- أنت أحق بصدر دابتك مني:
عن عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبا بريدة يقول: بينما رسول اللهيمشي جاء رجل ومعه حمار فقال: يا رسول الله، اركبْ. وتأخر الرجل، فقال رسول الله: "لاَ، أَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّي إِلاَّ أَنْ تَجْعَلَهُ لِي". قال: فإني قد جعلته لك، فركب[6].
- ويمزح مع زاهر:
عن أنس t أن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يهدي للنبيالهدية من البادية، فيجهزه رسول اللهإذا أراد أن يخرج، فقال النبي: "إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ".
وكان النبييحبه، وكان رجلًا دميمًا، فأتاه النبييومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلني، من هذا؟
فالتفت فعرف النبي، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبيحين عرفه، وجعل النبي يقول: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ".
فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا. فقال النبي: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ"، أو قال: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ"[7].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] البخاري: كتاب الأدب، باب الكبر (5724).
[2] أم سُلَيْم اسمها سهلة، ويقال: الغُمَيْصاء. كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها، ثم تزوجت بعده أبو طلحة الأنصاري، وتوفيت في حدود 40هـ في خلافة معاوية. الإصابة، الترجمة (12066).
[3] طائر صغير يشبه العصفور منقاره أحمر.
[4] البخاري: كتاب الأدب، باب الكُنْيَة للصبي وقبل أن يولد للرجل (5850)، ومسلم: كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته (2150)، وأبو داود (4969)، والترمذي (333)، وأحمد (12980).
[5] أحمد (23756)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح.
[6] رواه أبو داود: كتاب الجهاد، باب رب الدابة أحق بصدرها (2572)، وقال الألباني: صحيح. انظر حديث رقم (1478) في صحيح الجامع.
[7] رواه أحمد (12669)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. الكاتب: د. راغب السرجاني
الكاتب: د. راغب السرجاني
المصدر: موقع قصة الإسلام